إنتقام, رائد هيكل [whitelam books .TXT] 📗
- Author: رائد هيكل
Book online «إنتقام, رائد هيكل [whitelam books .TXT] 📗». Author رائد هيكل
نعم أنا افھم ان هناك أشخاص يولدون في بیئة تساعدهم على أن يسيرون بشكل صحيح، وأناس آخرون یولدون في بیئة تساعدھم على أن یصبحوا اشرار تماماً.
لماذا لم أكن في بیئة تساعدني لكي أصبح شخص جيد؟ یبدو انك حددت من سیذھب إلى الجنة و من سیذھب إلى النار منذ البدایة.
قال ايسر ھذه الكلمات وھو یجلس في المسجد، بعدها و في مكان اخر وتحديداً في القصر.
دخل ماهر إلى قبو القصر بناء على استدعاء من ايسر، القبو مليء بالاتربه و الإضاءة كانت ضعيفة لأنها صادرة من مصباح وحید وصغير في القبو، نظر ماهر حوله في قرف من التراب ثم ظھر ايسر إمامة وھو یرتدي ثیاب النوم والتراب یغطیه وفي یده ملف قدیم.
قال له ماهر وھو یستغرب منظرة : هل تحتاج الى شيء یا سيدي
رفع ايسر الملف إمامة وقال له : أریدك أن ترسل ھذا الملف الى الشرطة
ماهر وبدا علية الاستغراب : الشرطة!!
ايسر : اجل ولكن لا أرید أن یراك احد او یسمعك
ماهر : ما ھذا الملف
ايسر : انه ملف ظافر مجيد الذي سيجلب له نهايته
اخذ ماهر الملف ورحل.
انھا مجرد خطوة أولى لكن
اسمعوني جيداً سأحكي لكم حكایة
كان ھناك رجل یقف في الظلام لا احد یحس بة، كان كالمیت بالنسبة للكثیرین إلا أنه في يوماً ما خرج من ظلام الماضي إلى نور الحاضر لینتقم انتقام سیسجل في التاریخ باسمة حیث كل شيء منظم وكل شيء مخطط وكل شيء محسوب.
سوف یأتي بشعرة الطویل والرصاصة التي في رأسه لیكون أسوء كابوس لأعدائة ولكل من یعترض طریقة
ھل سیتحقق انتقامه؟.
شهد
أتعرفون احياناً تظن انك تعرف شخصاً حق المعرفة ویتضح لك انك لا تعرفه على الإطلاق
قالتھا شهد لظافر وھي تقف إمام باب شقتھما والدموع تنزل من عینيها وفي یدھا ملف.
نظر إلیھا ظافر بفزع : ما الذي حدث؟
شهد : لا اعرف أخبرني أنت يا.. یا ظافر مجيد
وألقت الملف الذي في یدھا على الطاولة التي بینھما
التقط ظافر الملف من فوق الطاولة وسألھا : ما ھذا الملف
شهد والحزن یبدو على صوتھا : ھذه ھي حقیقتك
فتح الملف ونظر في أوراقة وبدا علیة الخوف
شهد : أنا من المفترض أن أكون متزوجة من شيخ يخاف الله استیقظ في احد الأیام لأجد نفسي متزوجة من قاتل مأجور سابق واستلم ملفه في عملي لاجده یحتوي على أدلة دامغة تربطه بالكثیر من الضحایا، بداءت الدموع تسیل من عیون ظافر
وأكملت شهد والدموع تسیل من عیونھا : أتعرف الجزء الذي یحیرني!
ما الذي جعلك تكذب وتنتحل شخصیة شيخ وتتزوجني
رد ظافر بصوت خافت : أرید أن أتوب
بدا على وجه شهد ملامح السخریة وھي تقول: لا تحاول ان تخدعني مرة أخرى لقد اكتفیت من اكاذبیك أنت كذبت علي في كل شيء كیف تطلب مني أن أصدقك :
ركع ظافر وامسك بأیدي شهد : ارجوكي سامحیني أنتي الشيء الوحید الجید الذي حصل لي أنتي نوري الذي أخرجني من ظلامي :
دفعته بعيداً وھي تقول بغضب : ابتعد عني
نھض ظافر وقال : ارجوكِ أعطیني فرصة ثانیة
نظرت اليه وقالت و الحسرة في عينيها : أنا آسفة
لم یصدق ظافر عينيه وھو یشاھد رجال الشرطة یدخلون الشقة ویضعون القیود في یدیه وكل ذلك تحت إشراف وموافقة زوجته.
محمود البياتي
محمود البياتي وزوجته ماريان هما اثنین من صفوة المجتمع وأصحاب شركات ومؤسسات كبرى، یتصفان بجمال الشكل وقوة
الشخصیة وھما أيضاً شخصیات مجتمع محبوبة ولكن الناس ترى فقط الوجه الخارجي ولا يعرفون شيئاً عن حقیقة ماريان ومحمود، لا یوجد احد یعرف مثلاً أنھم تدرجوا من قتلة مأجورين الى ان اصبحا من اكبر واخطر تجار السلاح، ولا احد یعرف انه تحت كل ھذا الجمال والأناقة یوجد اثنین من أشرس القتلة و أكثرھم دھاء.
محمود رجل وسیم في منتھى الأناقة، يتميز بالطول الفارع والشعر البني الفاتح والعیون الزرقاء الحادة، ولا یملك أي نوع من انواع الرحمة، مشھور بقسوة قلبه البارد.
اما ماريان فھي مثل الذئب تمتاز بالجمال البري الخادع لكنھا من الداخل تحمل قلباً بارداً وذكاء مخیف وتستطیع أن تصل إلى ما ترید دون أن تثیر أي شكوك، تتمیز بالشعر الأسود شدید اللمعان وعیون عسلیة فاتحة وجسم جمیل مثل عارضات الأزیاء.
محمود و ماريان یتوقعون مولد جدید قريباً لأن ماريان حامل في الشھر الثامن ولكنھم لم یتوقعوا صحوة ايسر إطلاقاً.
ماريان
ولأن المولود الجدید قادم في الطريق أقام محمود حفلة كبیرة ودعا فیھا صفوة المجتمع وبعد أن انتھى الحفل دخل كل منھما إلى غرفة البیانو.
ماريان : شكراً یا حبیبي على ھذا الحفل
محمود : العفو یا حبیبتي ھذا اقل شيء
أخذھا في أحضانة ثم سمعوا صوت موسيقى تصدر من البیانو نظروا نحو البیانو الذي یقبع في نھایة الغرفة ثم سمعوا صوت العازف یقول : اسمعاني جیداً لا تزال توجد حیاة في تلك الأیادي، مازالت هناك حیاة في يدي لكي تعزف لحن نھایتكم، ولكن لا توجد حیاة في القلب.
اقترب كلاهما من البیانو لیروا وجه العازف فوجدوا ايسر إمامھم بدأت على وجههم الصدمة، قالت ماريان بصوت مرتعش ايسر : أهذا انت؟
ايسر : يبدو كأنكِ رایتي شبح یا ماريان
ثم نظر إلى محمود وقال ألن ترحب بي؟
محمود ولا زالت الصدمة تبدو على وجھه : الأطباء اكدو انك من المستحیل أن تفيق من الغیبوبة مرة أخرى
نھض ايسر من فوق مقعد البیانو ثم قال: اجل إنھا معجزة ألیس كذلك
ثم نظر مباشرةً في عين محمود وقال : هل ھذا ما جعلك تطمئن ولم تحاول قتلي وأنا في غیبوبة لم تظن في لحظة أنني سأعود
ثم ابتسم ابتسامة ساخرة : نصیحة من صدیق قدیم لا تأخذ كلام الأطباء على محمل الجد مرة أخرى.
ماريان وقد استعادت توازنها : ماذا ترید
نظر الیھا ايسر بأستغراب ثم قال : أظنكِ تعرفین صحيح
محمود : لن تنال ما في بالك أبداً
ايسر : ظننتك تعرفني أكثر من ذلك يا محمود
ماريان وقد بدت علیھا ملامح الشراسة : أنت لا ترید أن تفعل ذلك معنا أنت تعرف ما نحن قادرون علیة
رد علیھا بنفس الحدة : وانتم تعرفون من أنا جيداً صحيح
محمود : سوف اقتلك
ايسر : لن تستطیع
ماريان بسخریة : ھل تظن انك لن تموت بعد آن نجوت من تلك الرصاصة
ايسر : لا الأمر ببساطة انكِ لا تستطيعين أن تقتلي رجل میت، لا یمكن أن تؤذي أحدا خسر كل شيء
ثم وضع یده على مكان الرصاصة ثم قال : ھل ترون ھذا انه لاشيء، انه لا یؤلم، لاشيء یؤلم بعد الآن.
بدت علیھم ملامح السخریة فالتقط ايسر كأسه من فوق البیانو و اقترب من محمود وماريان وقال وھو ینظر إلى الكأس : لو كنت أنا ھذا الكأس وھذا حصل لي
ثم ألقى الكأس بقوة على الأرض فتكسر إلى قطع صغیرة
ثم قال واللامبالاة تبدو على وجھه : ھل بقي أي جزء آخر لینكسر.
اتجه ايسر نحو الباب وقبل أن یخرج قال : لقد نسیت مبروك على الطفل ثم رحل وعلى وجھه ابتسامة كریھة.
ماريان وبدا علیھا القلق : ماذا سنفعل يا محمود
محمود وعلى وجھة نظرة كراھیة تجاه ايسر : یجب أن یموت هذا الرجل لكن الأهم انني الآن عرفت ما معنى أن تفقد شخص عزیز علیك، عرفت مقدار الألم الذي سببته لكل أم وأب عندما قتلت أولادھم ياله من الم یدخل إلیك فیقتلع روحك وتجف عروقك لتكون باردة، وتصبح الحیاة بلا معنى، وبلا ھدف، وبلا قیمة، اشعر بفراغ كبیر، لا یوجد أي شي یستطیع أن يملأ ھذا الفراغ، الفراغ ھو لا شيء ومع ذلك یؤلم.
أرید أن یموت ايسر-
قالھا محمود لـ أرشد والغضب واضح عليه.
أرشد
أرشد رجل طویل القامة یرتدي نظارة طبیة یمتاز بالشعر البني والقوام الممشوق، ارشد تابع أمین لمحمود منذ زمن طویل وھو في الثلاثیات من عمره.
ارشد : ماذا تقترح
محمود :اعثر لي على قاتل مأجور و وفر له كل المعلومات اللازمة عن ايسر
حاضر یا سیدي-
قالھا ارشد وھو یغادر مكتب محمود.
في احد اللیالي كان ايسر یخرج من سيارته بإتجاه بوابة شركته وعلى الجھة المقابلة كان ھناك قناص یقف على سطح احد المباني یستعد لقتل ايسر وھو یرى ظھر ايسر في مرماه، وضع یده على الزناد وكاد أن يضغط علیة إلا أنه فوجئ بأحد یركل البندقية من یدیه استفاق من الصدمة فنظر إلى صاحب الركلة فوجده ايسر شخصياً.
قال والصدمة تبدو على وجھه فنظر إلى الشخص الذي كان یصوب علیة فوجد ماهر یخلع شعر مستعار یبدو كشعر ايسر
القناص والصدمة تبدو علیة : كیف عرفت
قال ايسر وعلى وجھه ابتسامة ساخرة : الذي طلب منك قتلي كان یجب ان یخبرك انني قاتل مأجور سابق أنا اعرف كل خدعة في الكتاب وأنت مجرد مبتدى بالنسبة لي ثم اخرج مسدس وصوبة نحو القناص.
القناص وھو یرتعش من الخوف : الرحمة ارجوك
ايسر : لا توجد رحمة في ھذا القلب
قالھا وھو یضع رصاصتین في رأس القناص.
محمود عند معرفته بالوضع : كیف عرف؟
قالھا محمود بغضب وھو ینظر إلى مساعده ارشد
ارشد والتوتر يبدو عليه : لا اعرف-
محمود : لابد أن ھناك خائن
بعدها بفترة مرت الشھور و أنجبت ماريان ابنھا رافد وكان محمود في قمة الفرحة لقد حصل على وریث لثروته الواسعة وأصبح أب حيث كان ھدفه منذ زمن بعید،
نفس الشيء بالنسبة لماريان لقد أرادت أن یكون لھا ابن منذ زمن أيضاً.
كل شيء یسیر على ما یرام بالنسبة لھما ولكن لیس لوقت طویل
ماذا تفعلین ھنا
قالھا ايسر لأخته نارين وھي تقتحم علیة غرفته
نارين : إلا استطیع أن أراك بعد الآن مثلاً
ايسر : أسف
اقتربت منة ثم قالت : ھل لا زلت مصر على انتقامك
نظر إلیھا باستغراب : نعم لماذا
لقد سمعت عما حصل لظافر أنة آمر بشع -
قالتھا بتردد
ايسر بغضب : لیس أفظع مما حصل لابني،
نارين : ألا توجد طریقة لكي تصرف نظرك عن ھذا الموضوع
ايسر : أتریدني أن اترك ھؤلاء السفلة یتمتعون بحیاة سعیدة وھم من قتلوا ابني دون أعادة التفكیر بأي نوع من الآباء أنا
قالھا بغضب شدید
نارين وفي صوتھا رجاء : انت من النوع الغفور ارجوك اتركهم
ايسر بسخریة : أنا آسف یا نارين أنا لست ھذا النوع من الناس
نارين : یمكنك آن تبلغ الشرطة وتدعھا تتولى الأمر
ايسر بحدة : لا وألان اتركیني وحدي أنتِ لا شأن لكِ
نارين والحزن یلموھا : أنا لا أرید أن أخسرك يا اخي ارجوك
ايسر : أنتِ خسرتني منذ زمن بعید وھذا شيء ایجابي بالنسبة لي لأنني میت، ابقي على طریقكِ يا نارين أنتي الوحیدة التي نجوتي من مصیرنا البشع
ابتعدت نارين وقبل أن تترك الغرفة قالت والدموع تسیل من عينيها : الوداع
ايسر والحزن یبدو علیة : الوداع
انا في قمة السعادة
قالھا محمود وھو یقف في غرفة ماريان في المستشفى
ماريان : وأنا أیضا یاحبیبي
محمود : أین ابننا رافد
ماريان : لقد وضعوه في الحضانة مرة أخرى
محمود : سوف اذھب إلیه
ذھب محمود إلى الحضانة واخذ یبحث عن ابنة بین الأطفال لكنه لم یجده ظل یبحث فوجد حضانة واحدة خالیة
فسال الممرضة : لو سمحتي أین ابني رافد الذي كان هنا
الممرضة : لقد أتى الأستاذ ارشد وقال أن السیدة ماريان ترید أن تراه
محمود والقلق یبدو علیة : ھذا غیر صحیح
حاول الاتصال على ھاتف ارشد المحمول فوجده مغلق
فاتصل بأحد مساعدیه وقال له : اعثر على ارشد حالاً
أغلق الخط وھو غارق في القلق
كیف ھو السجن-
قالھا ايسر لظافر وھو یقف في غرفة الزیارة في السجن والقضبان تفصل في ما بينهم
ظافر والحزن یبدو علیة وقد أصبح منظرة شنیع : ھل أتیت لكي تتشفى بي
نعم-
قالھا ايسر والابتسامة العریضة على وجھه
ظافر : ماذا ترید
ايسر : لاشيء مجرد زیارة لصدیق قدیم قبل السفر
ظافر في استغراب: این ستذھب
ايسر : لیس من شأنك
ثم أكمل : دعك مني الان انت كیف حالك بعد أن حرمتك من حیاتك الصالحة
ظافر في غضب : فالتذھب للجحیم
ايسر : یمكنك أن تعتبر نفسك محظوظ لأن ما فعلته بك یعتبر مزحة مقارنة بما سأفعله بماريان ومحمود
ثم رفع یده لیشیر بالوداع وقال : أراك بعد عشرین عاماً
نظر إلیة ظافر وھو یرحل دون أن يفهم ما یقصده.
أھلا بك یا ارشد-
قالھا ايسر وھو یقف أمام طائرته الخاصة في المطار
ارشد وھو یعطیه رافد محمود الصغير : تفضل-
ارشد : وألان أین نقودي
ايسر : ماهر أعطي الرجل نقوده
قام ماهر بتحویل النقود إلى حساب ارشد عن طریق الحاسوب
ايسر : أسعدني العمل معك یا ارشد
ارشد : وأنا أیضا یا سید ايسر
قالھا وركب سیارته ورحل بعيداً
أھلا بابني الجدید-
قالھا ايسر وھو ینظر إلى رافد الصغير ثم ركب الطائرة.
الطریق إلى الخلاص لیس سھلا
ارحل عني أیھا الانتقام
ارحل عني أیھا الغضب
ارحل عني أیھا المرار
ارحلي عني أیتھا الرغبة في الانتقام
ارحلي عني أیتھا النفس الغیر راضیة
ارحلي عني یا جراح الماضي
ارحل عني أیھا الماضي
ارحلي عني أیتھا الكراھیة
ارحلي عني أیتھا الروح الملوثة
ارحلوا عني واتركوني اعثر على الخلاص
ارحلوا واتركوني أعیش في سلام
تعال إلي أیھا السلام
تعال إلي أیھا الخلاص
تعالي إلي یا مسامحة النفس
تعال إلي أیھا الرضا
تعالي إلي أیتھا الرغبة في السلام
تعال إلي أیھا الحب
تعال إلي أیھا
Comments (0)