إنتقام, رائد هيكل [whitelam books .TXT] 📗
- Author: رائد هيكل
Book online «إنتقام, رائد هيكل [whitelam books .TXT] 📗». Author رائد هيكل
قالھا وھناك نظرة ثقة في عينه.
لابد أن نفعل شيئاً
قالتھا ماريان بغضب لمحمود
محمود : ماذا سنفعل
ماريان : أي شيء
محمود : لا یبدو انكِ تدركین أن الشاب الذي یدیر مؤسستنا ألان هو لیس ابننا لقد أصبح ابن ايسر
ماريان في انفعال : كیف تقول ھذا
محمود في خیبة أمل واضحة : نحن لا نعرفه نحن لم نربیه
ثم أكمل والغضب واضح في صوته : ايسر ھو من یعرفه
ماريان : لابد أن ھناك شيء نستطیع أن نفعله.
ھل هما محمود وماريان اللذان كنت تخبرني عنهم في صغري يا ابي-
سأل يسار ايسر
ايسر : نعم
يسار : هل هما الذین قتلوا آخي
ايسر والآسى واضح علیة : نعم لقد قتلوا أخیك بسب أنة تدخل في صفقة كانت تخصھم
وأشار ناحیة رأسه : وحاولوه قتلي لكني عدت
يسار : وما قصة أنني ابنھم
ايسر : لقد حكیت لك عنھم، هم مثل الثعابین يحاولون الوصول إلى ھدفھم بأي طریقة
يسار والغضب یبدو علیة : سوف نجعلھم یدفعون الثمن یا أبي
احتضنه ايسر ولمع بریق في عینه وقال : اجل يا بني سوف یدفعون الثمن.
مرحبا بعودتك-
قالتھا نارين لأيسر وھو یقف على باب مكتبھا
نارين ارتدت الحجاب ألان لم ینال الزمن منھا كثیرا باستثناء بعض التجاعید الخفیفة وارتداء النظارة، وجھها مليء بالسماحة وارتیاح النفس والسلام مع النفس یبدو علیھا بشكل واضح.
ايسر : مرحباً یا نارين
ثم دخل الغرفة وأغلق الباب
نارين : أین كنت طوال ھذه السنین
ايسر : كنت في روسیا
نارين في استغراب : لقد بحثت عنك في روسیا وأنا متأكدة أن ماريان ومحمود بحثوا عنك ھناك لماذا لم نستطع العثور علیك
ايسر : ببساطة لأني كنت أعیش في قریة صغیرة لا یعرف عنھا الكثیرون
نارين : ولماذا العودة يا ترى
ايسر : ظننتكِ لا تریدین أن تعرفي أي شيء عن خططي
نارين : انسى الأمر لا أرید أن اعرف
ايسر : أرى انك أصبحتي سیدة مجتمع فاضلة ومعظم نقودك تذهب للجمعیات الخیریة
نارين : أحاول أن اكفر عن ذنوبي
ايسر : أتمنى لو كنت مثلك یا نارين أجد الطریق للسلام النفسي، أسامح وانسى بسرعة.
نارين : أنت تستطیع یا اخي
ايسر والمرار واضح في صوته : أنا لا استطیع لقد قتلوا ابني بالإضافة لدي تذكار أزلي في راسي
نارين في تھكم : إذاً ھل استمعت بلحظتك عندما أخذت الشركة من ماريان ومحمود
ايسر : لم یكن ذلك ما استمعت به، ما استمعت به ھو منظر ابنھم عندما ینادیني ابي امامهم
قالھا وابتسامة عریضة على وجھه
نارين والآسى على حال أخیھا یبدو واضح : لقد جننت لماذا أنت ھنا
ايسر والجدیة تبدو علیة : أتیت لكي أخبركِ انكِ لیس لكِ أي علاقة بيسار لا تتصلي به ولا تتكلمي معه
نارين : اه أنت لا تریدني أن أقول الحقیقة وافسد خطتك الكبیرة صحيح
ايسر : لا استطیع أن ادع حسن أخلاقك یفسد خطتي يا عزيزتي
نارين : لا تقلق أنا لیس لدي شان بك او بماريان ومحمود
ايسر : حسناً یا نارين شكراً على اعتنائك بممتلكاتي في غیابي
قالھا وھو خارج من المكتب
نارين : أین أنت ذاھب
ايسر : ذاهب لزيارة صدیق قدیم
الا زلت حیاً-
قالھا ايسر لظافر والقضبان تفصل بینھم
ظافر وقد ملء الشیب شعرة و ذقنه وظھرت بعض التجاعید، إلى أن شيء اختلف، وجھه أصبح هادئ، وكأنة راضي بمصیره
ظافر : ماذا ترید مني یا ايسر
ايسر والتلذذ واضح على وجھه : لاشيء افتقد صدیقي القدیم الذي تأمر على قتل ابني
ظافر : أنا استحق انتقامك
بدت الدھشة على وجه ايسر وقال : ماذا قلت ھل قلت انك تستحق انتقامي
ظافر والندم یبدو علیة : اجل ما فعلناھا معك ومع ابنك كان فظیعاً
ايسر والدھشة لازالت تبدو علیة : ھل حقاً أصبحت متدینا يا هذا،
انك تتحدث مثل نارين عن تكفیر الذنوب
ظافر : اجل
ايسر : اذاً مسألة التوبة كانت حقیقة
ظافر : اجل ماذا ترید مني یا ايسر
ايسر وخیبة الأمل تبدو علیه : أتعرف لقد أفسدت علي اللحظة لقد جئت ھنا لكي أتلذذ بمنظرك لكني لم استطع
ظافر : أسف على إحباطك
انصرف ايسر من أمامه متجهاً إلى باب الخروج ولكنة توقف وقال : قد تكون اصبحت متسامحاً وشخص صالح ولكني لن أعطیك غفراني
لم یبال ظافر ورجع إلى الزنزانة.
وصل ايسر إلى احد القصور التي یملكھا وأمام القصر وصلت سیارة أخرى خرج منھا ماهر ومازال محتفظ بقوامة وجسمه ولكن بعض التجاعید ظھرت في وجھه ومعه رجل قصیر نحیل بشعر ابیض على جانبي الرأس وعیون زرقاء بارزة ویرتدي نظارات اتجه نحوه ايسر مبتسماً وقال بالروسیة د. أليكس ماتوزوفيج أھلاً بك في العراق
د. ألیكس : أھلا بك سید ايسر شكراً على استضافتي
ثم أشار ايسر ناحیة القصر وقال : ھذا القصر ملك لك وكل المعدات والأدوات التي تحتاجھا موجودة هنا
د. أليكس : شكراً لك
أليكس ماتوزوفيج
ايسر : تذكر لا احد یجب ان یعرف سبب مجیئك
ابتسم د. أليكس وقال : طبعاً
ثم اتجه ناحیة بوابة القصر ودخل إليه
ايسر : ماهر ھل علم أي احد بقدومه
ماهر : لا سيدي
ايسر : تذكر انه غیر موجود ولا تذكر اسمه أمام اي احد خاصة يسار
ماهر : اطمئن یا سيدي
بدت نظرة ثقة على وجه ايسر وھو یقول : كل شيء یجب أن یسقط في مكانة.
كل شيء سیسقط في مكانه
أنا اعرف أن ما افعله خطأ
ولكني مستمر
أنا اعرف أنني أسیر في طریق الھلاك
ولكني مستمر
انا اعرف انني ذاھب للجحیم
ولكني مستمر
انا اعرف انني دمرت حیاة كثير من الناس
ولكني مستمر
انا اعرف انني ملعون
ولكني مستمر
انا اعرف ان السماء غير راضية علي
ولكني مستمر
انا اعرف انھم سیحاولون قتلي
ولكني مستمر
انا اعرف انهم ربما يحاولون إيذاء اختي نارين
ولكني مستمر
انا اعرف انني استحق ما حصل لي مقابل كل خطأ ارتكبته
ولكني مستمر
أنا اعرف أن خطتي ستدمر شخص بريء
ولكني مستمر
أنا اعرف أنني میت
ولكني مستمر
يسار كان یجري احد الصفقات التجاریة في احد المطاعم وما أن رحل رجال الأعمال حتى اقتربت منة ماريان
نظر الیھا يسار في استغراب وقال : ماذا تریدین
ماريان : أرید أن اثبت أني أمك
يسار في انزعاج : لا أرید أن اسمع ھذا الكلام الفارغ
ماريان وھي تجلس : زوجة ايسر الراحلة اسمها هند والتي من المفروض انھا امك توفت قبل سبع سنوات من ولادتك
يسار وھو لا یصدق كلمة مما تقوله : اي تخریف ھذا
ماريان : كیف قال لك ايسر أنھا ماتت
يسار : بسب مرض ما
ماريان : ھذا صحیح لكنة كذب في تاریخ الوفاة، زوجته هند توفيت قبل سبعة سنوات من ولادتك
يسار : لماذا یجب علي ان أصدقكِ أنتي وزوجك وانتم من قتلتم أخي
ماريان والصدمة بدت علیھا : احمد لم یكن أخیك انه ابن ايسر انا ومحمود من جلبناك إلى ھذا العالم
يسار وھو ینظر ألیھا باحتقار : ارحلي
نھضت وقالت : فقط اعثر على شھادة وفاة هند فالح لن تخسر شيئاً
ثم رحلت وتركت يسار وحیداً في حیرة من أمره
كیف تمت الصفقة-
سأل ايسر يسار عند عودته إلى البيت وكان ايسر یجلس على كرسي قرب المكتبة التي في المكتب
يسار : هل كل شيء جيد
ايسر : نعم جید
ثم نظر إلى يسار وقال : ماذا بك ھل ھناك شيء یشغلك
يسار : لاشيء
ايسر : لیس من عاداتك ان تخفي عني
نھض واقترب منة وعلى وجھه ابتسامة خفیفة : ھیا اخبرني
يسار : متى توفت امي
ايسر والشك بدا علیة من السؤال : توفيت بعد سنة من ولادتك لماذا السؤال
يسار : لاشيء كنت أفكر بھا فقط
ايسر : لمن تحدثت الیوم
يسار : لا احد
ايسر : أنت لا تعرف الكذب یا يسار
ثم اقترب منة والصق وجھه بوجھه وقال : ھیا اخبرني من تحدث إلیك
يسار وبدا علیة التوتر : ماريان
ايسر : ماريان اذاً، ھل اخبرتك انك ابنھا وانك لست ابني.
يسار : نعم ولكني لم أصدقھا
ايسر : وما علاقة ھذا بامك
يسار : لقد قلت لك يا ابي انا لم اصدق حرفاً واحداً مما قالته
ايسر : اعلم لكني ارید ان اعرف ماذا قالت
يسار : لقد قالت ان امي توفت قبل سبعة سنوات من ولادتي
ايسر : دعني اخمن قالت لك ابحث عن شھادة وفاة امك صحيح
يسار : كیف عرفت
ايسر : انا اعرف ماريان جیداً انھا مثل الحیة
ثم نظر إلى يسار وقال : اترید ان ترى شھادة الوفاة
يسار : لا يا ابي انا لا اصدقھا
اتجه ايسر نحو مكتبة واخرج مجموعة من الاوراق القدیمة واخرج شھادة الوفاة ووضعھا أمام يسار وقال : أترى كم سنة بالَضبط بعد ولادتك
يسار : لقد قلت لك يا ابي انا لا أصدقھا
وضع ايسر شھادة الوفاة في درج ثم اقترب من يسار : انا اعرف انك لم تصدقھا لكني أردت ان أزیل أي شكوك تركتھا ھذه القذرة في عقلك
ثم احتضن يسار وتراجع قليلاً للخلف وقال : أتحب أن نجري تحلیلاً للحمض النووي
يسار والدھشة تبدو علیة : ابي أنا لا اصدق حرف مما قالته تلك المدعوة ماريان انا احبك يا ابي
ايسر : انا احبك أیضاً ولكن احترس من ماريان ومحمود تذكر ھم من قتلو اخیك
يسار : اعرف یا ابي أنا أسف
ايسر : لا تأسف یا بني
ثم احتضنه بقوة وقال : أنا احبك یا يسار.
ھل تحب ما تراه عندما تنظر إلى روحك
ھل تحب الفراغ
ھل تحب موت مشاعرك
ھل تحب روحك التي التھمتھا الكراھیة
ھل تحب ما اصبحت علیة
ھل تحب جمالك الزائف هذا
لدرجة انك لم تعد تعرف اذا كنت قبیح او مزیف
مجرد جثة متحركة في ریاح الحیاة
لا أحاسیس
لا أحلام
لا رغبة
لا حب
لا كراھیة
لاشيء.
ماذا ترید منا-
قالھا محمود وھو مصدوم من اقتحام قصره من قبل ايسر
ماريان : ھل ترید قصرنا ھذه المرة
ايسر : فكرة شھادة الوفاة كانت محاولة لطيفة منكِ
ماريان : من المستحیل آن تتطابق شھادة وفاة زوجتك هند مع شھادة میلاد يسار
محمود : لا لیس مستحیل إذا كانت شھادة میلاد يسار مزورة
ايسر : أترین انه أذكى منكِ
شعرت ماريان بخیبة أمل كبیرة
ايسر في سخریة : أظننتي أنني سأضیع سنوات من التخطیط لأجل تفاصیل صغیرة كھذه
محمود في غضب: اذاً انت تعتقد ان يسار ھو بدیل لـ احمد
قال ايسر بغضب واضح بصوته ونظرات كراھیة تملأ عينه : لا یوجد بدیل لأبني احمد خصوصاً إذا كان ھذا البدیل هو ابنك انت وماريان
ماريان بصوت عالي : اذاً ماذا ترید من يسار، اتركه ان كنت ترید الثأر اقتلنا ولكن اتركه
ايسر في استغراب : أقتلكم! القتل رحمة بالنسبة لكم، القتل بالنسبة لأمثالنا مثل شرب الشاي، القتل ھو أسھل ما استطیع أن افعله بكم.
محمود : دع يسار خارج الموضوع أرجوك
ايسر : أرجوك!! لم اسمع ھذه الكلمة منك یوماً ولكني قلتها لك في یوماً ما، انه الیوم الذي قتلت فیه ابني.
لماذا یجب علي أن ألبي طلبك وانت لم تلبي طلبي حينها
انقلبت ملامح وجه ماريان ومحمود بشكل كبیر
ايسر : اخبروني كیف شعرتم عندما وجدتم ابنكم أمامكم وبدا كالغریب، لم تستطیعوا ان تحتضنوه، لم تستطیعوا أن تقبلوه، فاتتكم طفولته، ولا تستطيعون أن تقولوا له یا بني، ولم تسمعوا منه كلمة ابي و كلمة امي.
ثم ابتسم في تلذذ وقال : لابد ان ھذا قاسي علیكم صحيح
انقضت علیة ماريان في غضب والدموع تسیل من عیونھا محاولة خنقه ولكن ايسر أوقفھا وقال : الفارق بیني وبینكم هو
اني فقدت ابني لانه میت وانتم فقدتم ابنكم وھو على قید الحیاة.
ثم دفعھا محمود بعيداً وقال في صوت عالي : اخرج من ھنا يا ايسر
ايسر : انا سعید لتركي بیت الثعابین ھذا
خرج ايسر من القصر تاركاً ماريان ومحمود في حالة یرثى لھا
محمود في حیرة من أمرة : ماذا سنفعل
ماريان في ثقة : اطمئن لدي خطة ثانیة نجاحھا مضمون.
ھل كل شي جاھز-
قالھا ايسر لـ د. أليكس ماتازوفيج وھو یقف في المعمل المليء بالمعدات والأدوات والأجھزة
أليكس : كل شي جاھز سيد ايسر
قال ايسر وبدت نظرة ثقة في عينة : حانت لحظة النصر.
انا الانتقام
انا الغضب
انا الالم في قلوب أعدائي
انا من اعطي الإنتقام معنى جدیداً
انا النار الجامحة التي لا تستطیع حتى المیاه أن تطفئھا
انا الرغبة في الانتقام.
بعد مرور شھر :
كان يسار یخرج من مبنى مؤسسته ليركب سیارته وبجواره سلام
يسار : كیف حالك یا سلام
سلام : كل شيء جيد یا سید يسار ھل تمت الصفقة بنجاح
يسار : نعم وبنجاح تام
بعد فترة من السیر لاحظ يسار أن السیارة اتجھت لطریق غیر مألوف نظر إلى سلام بأستغراب : ھذا لیس الطریق إلى البيت
فوجئ يسار بسلام یحقنه بحقنة في ذراعه
يسار : ما الذي تفعله
سلام : لاشيء سوف نذھب لزیارة احدھم
ثم سحب الحقنة بعد ان أفرغھا
شعر يسار بدوار شدید قبل ان یفقد الوعي.
بعدها استیقظ يسار بصعوبة ووجد احدھم یحدق في وجھه ثم اتضحت معالم الوجه، انه وجه ماريان.
انتفض يسار من الھلع على المقعد وقال : ماذا تفعلین ایتها المجنونة
ماريان : لا تخف أریدك أن تعرف الحقیقة
يسار : أین أنا
ماريان : أنت في بیت نارين
يسار : من هي نارين هذه
ماريان والصدمة تبدو علیھا : الم يخبرك ايسر ان لدیه أخت
دخلت نارين علیھما الغرفة والضیق یبدو علیھا ألقت نظرة طویلة على يسار
ثم قالت لماريان : لقد استحملت زیارتكِ الثقیلة لفترة طویلة لقد قلت لكِ لا شأن لي بكِ او بمحمود أو ايسر
ماريان : أرجوكِ یا نارين اخبریه الحقیقة و سأرحل
نارين في غضب : اخبره ماذا ايتها الغبية لا یمكن إخبار أي شخص حقیقة كھذه ونتوقع أن يصدقھا بسهولة
ماريان : فقط حاولي
جلبت نارين مقعد
Comments (0)